امتحان البكالوريا في السويداء : تحديات التربية ورهان على إرادة الجبل

في مشهد يعكس تفرداً تربوياً ملحوظاً ، تستعد محافظة السويداء لاستئناف امتحانات الشهادة الثانوية (البكالوريا) وسط ظروف استثنائية ، في خطوة تبرز حجم التحديات التي تواجهها مديرية التربية بالمحافظة ، وإصرارها على الحفاظ على مستقبل الطلاب التعليمي.
تحديات الاستقلال التربوي وثمن المواقف المبدئية
تواجه مديرية التربية في السويداء تحديات لوجستية وإدارية كبيرة ، تنجم بشكل رئيسي عن تمسكها بموقفها المبدئي الرافض للانصياع لأوامر سلطة الجولاني ، وحرصها على العمل ضمن الإطار الذي ترسمه المرجعيات المحلية وتوجهاتها.
رغم كل التحديات ، تضع مديرية التربية الطالب في صلب اهتمامها ، حيث تبذل جهوداً كبيرة لتأمين متطلبات العملية الامتحانية ، من تجهيز المراكز وتأمين مستلزماتها ، إلى السعي لحماية حقوق الطلاب ومستقبلهم التعليمي.
حيث تعقد الامتحانات هذا العام في ظل ظروف بالغة التعقيد ، حيث يشكل قرار إعادة امتحان مادة الفيزياء ضغطاً إضافياً على طلاب الفرع العلمي ، بينما يواجه طلاب الفرع الأدبي تحدياتهم الخاصة ، كل ذلك في غياب دعم حقيقي للصحة النفسية للطلاب.
وتمثل هذه الخطوة التربوية تجسيداً حياً للإرادة المجتمعية في السويداء، وتأكيداً على الوقوف خلف المرجعيات المحلية وتوجيهاتها، كما تعكس الالتزام بدماء الشهداء الذين قدموا أرواحهم دفاعاً عن كرامة المحافظة وهويتها.
وتبقى قضية الاعتراف بالشهادات أحد التحديات الكبرى التي تواجه الخريجين، لكن إجراء الامتحانات في هذه الظروف يمثل رسالة ثقة في قدرة أبناء السويداء على تجاوز التحديات، ورهاناً على إرادة الجبل في الحفاظ على هويته وتميزه.
خلاصة القول : ما تشهده السويداء اليوم في القطاع التربوي هو جزء من معركة الوجود والهوية، وامتحان حقيقي لإرادة أبناء المحافظة وصمودهم.
وتبقى مديرية التربية شاهداً على أن الإرادة المجتمعية قادرة على صنع المعجزات في أصعب الظروف.



